بدلا من أساليب الاستثمار الاعتيادية القائمة على التداول السريع وبيع الأسهم في ايام أو أسابيع أو حتى أشهر بناءا على نموه وهامش الربح -وهو طبعا نهج استثماري تتمثل فيه مخاطر عدة- يمكن تخفيف مخاطر الاستثمار عبر الاستثمار طويل الأجل وليس فقط لتخفيف هوامش الخطر بل أيضا لرفع هوامش الربح.
القاعدة التي أجمع عليه أغلب الخبراء الاستثمار الناجح المضمون يأتي نتيجة للصبر وطول البال، خاصة فيما بتعلق بالاستثمار الادخاري القائم على خطط مستقبلية مهمة مثل التقاعد، لذلك لا يمتلك المستثمرون الذين لديهم آفاق زمنية طويلة طرقًا أكثر موثوقية لتنمية استثمارتهم وحمايتها ضد معظم المخاطر أفضل من الاستثمارات الفعالة على المدى البعيد.
ماهو الاستثمار طويل الاجل
كما يوحي الاسم، الاستثمار طويل الأجل هو أن يمتد استثمارك على مدى فترة زمنية طويلة جدا تصل لسنوات حتى عقود، وهو عكس الاستثمار قصير الأجل المبني بشكل أساسي على البيع والشراء حسب تقلبات أسعار السوق وبالرغم من تشابه هذا الأخير مع التداول بشكل كبير إلا أنه يختلف عنه تماما.
الاستثمار طويل الأجل يحمل معه مخاطر جمة لمن لم يمارسه بالاسلوب الصحيح إذ أن هناك استراتيجية لابد للمستثمر أن ينتهجها ليحفاظ على ضمان بقاء ونمو استثماره خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة.
تتأثر جودة هذا الاستثمار بالمقام الأول على نوع الأصل فهناك أصول لاتحتمل الاستثمار طويل الأجل بينما توجد أصول أخرى لاتظهر فعاليتها إلا في الاستثمار طويل الأجل ولذلك هذه تفاصيل مهمة عليك أن تعرفها قبل أن تخوض هذه الرحلة.
الشرط الوحيد والأهم للاستثمار على المدى الطويل هي أن يكون رأس المال المستثمر فيه ليس ضمن الاحتياجات المالية الفورية المستثمر، بمعنى أنه يمكنه الاستغناء عنه بشكل كلي في الضائقات المالية.
مزايا استراتيجيات الاستثمار على المدى الطويل
لكل مستثمر خبير عدة استثمارات طويلة وقصيرة الأجل الهدف منها هو التنويع، ولكن يدرك المستثمرون جيدا لكل استثمار ميزات إذا تم استغلالها يمكن الاستفادة من الاستثمار بأقصى حد، فأكثر مايميز استراتيجية الاستثمار طويل الأجل هو أنه يساعد المستثمر على تجاوز فترات ركود السوق والتقلبات.
بينما يمكن استغلال النمو الفوري المفاجئ للأصول عبر الاستثمار قصير الأجل، ولكن تتفوق استراتيجيات الاستثمار على المدى الطويل في تقليل تكاليف التداول الناجمة عن رسوم التداول، كذلك تجاوز تقلبات السوق والاستفادة من تراكم العائد وكذلك النمو الاقتصادي وتحسن أداء السوق أو الأصل.
افضل الاستثمارات طويلة الأجل
الاستثمار طويل الأجل له أصوله الخاصة التي تناسبه من حيث السيولة ولايمكن تطبيق استراتيجية هذا الاستثمار في أصول غير مستقرة غير مضمونة مثل العملات الرقمية على سبيل المثال، لذلك تاليا بعض الأمثلة على الاستثمارات طويلة الأجل بعيدة عن خطط التقاعد أو الاستثمارات المربحة بشكل غير صحي أو بشكل غير اعتيادي:
الأسهم
الأسهم كاستثمار سجلت أعلى عائد استثماري على المدى الطويل والأفضل أن تقلباتها تعتبر صحية، لكن تحتاج فقط إلى اتخاذ استراتيجية بسيطة لتتجنب بعض المخاطر الشائعة أولها أن لا تستثمر إلا في أسهم شبه مضمونة كأسهم الشركات القوية.
وإن كان ذلك سيفقدك ميزة العائد سيضمن لك أموالك والاستراتجية الثانية في الاستثمار في الأسهم هي أن تنوع بين عدة شركات مختلفة القطاعات لتضمن أموالك إلى اقصي حد خاصة إذا كان هدفك الأول هو الحفاظ على رأس المال المستثمر.
العقارات
لاشيء يمكن أن يضمن لك قيمة استثماراتك أكثر من العقارات وحقيقة الاستثمار في العقار ليس فقط مميز من ناحية الأمان بل حتى من ناحية الربح والعائد فهو يفتح عليك عدة طرق يمكن استغلالها لتحقيق دخل سلبي مثلا عن طريق الايجار في نفس الوقت عائد جيد على الاستثمار.
قد يكون الشيء السلبي الوحيد فيه هو تكلفة الاستثمار نظرا لأسعار العقار وهذه سلبية يمكن حلها عن طريق صناديق الاستثمار العقارية REITs التي يمكن أن تستثمر فيها بملغ 1000 ريال.
صناديق الاستثمار المشتركة
هي ليست من أصول الاستثمار لكنها خدمة استثمارية تمنحها البنوك وتوفر عليك الكثير وهي مناسبة حدا لخطط الاستثمار طويل الأجل، ما يحدث هو أنه عندما تشترك في صناديق الاستثمار يتم تنويع استثماراتك أنت والعديد من المستثمرين المشتركين بين عدة أصول.
الذهب
تارخيا أثبت الذهب فعالية كبيرة في النمو والحفاظ على قيمة الأموال رغما عن الظروف، خلال الخمس سنوات الماضية فقط من 2019 شهد الذهب نمو بنسبة 87% والمميز فيه كاستثمار طويل الأجل هو مرونته فهو لايقتصر على حد أدنى من النقود ولاتحتاج إلى شراء ذهب ملموس أيضا للاستثمار فعبر خدمات البنوك مثل مصرف الراجحي يمكنك فتح محفظة والاستثمار بالمبلغ الذي تمتلكه وعبر التحكم فيه عبر التطبيق.
ختاما
ليس هناك نهج أفضل من استراتيجية الاستثمار طويل الاجل للحفاظ على رأس خلال الفترات الزمنية الطويلة من مخاطر مثل التضخم وهو عدو الادخار الأكبر، ولكن الاستثمار طويل الأجل له استراتيجيته وأساليبه الخاصة التي لابد من تطبيقها لإنجاح العملية وأول قاعدة فيه هي التحلي بالصبر ثم التخطيط الجيد لتستفيد من تراكم الزمن وتقلل من مخاطر تقلبات السوق وتتجنب آثار التضخم.