قبل اتخاذ قرار الخوض في مشروعك هناك أسئلة يجب طرحها لتقيم مدى جاهزيتك لهذه الخطوة لأنه ليس كل شخص قادر على السعي في هذه التجربة، ومن الحكمة جدا مجالسة نفسك، في هذا المقال نستحضر أسئلة يجب طرحها قبل بدء مشروع تجاري يمكن تناقش بها نفسك نقاشا مثمرا وتخرج بنتائج مفيدة منها أن تكون جاهزيتك لبدء المشروع أكثر واحتمال النجاح فيه أكبر.

1. ما هي أهدافك الشخصية؟

لماذا تقوم ببدء هذا النشاط التجاري وتوليه؟ ما الذي تأمل تحقيقه منه؟ هل هو لتحقيق الرضا الوظيفي أو الوصول إلى الاستقلال المالي أم لتغيير حياتك الوظيفية بعمل مستقل أم التمرس في عالم الريادة والتجارة…

لتحدد أهدافك الشخصي انظر إلى جوانبك الشخصية والحياتية أكثر وأطرح الأسئلة التالية:

• ما الذي يثير اهتمامك حقا في هذا المشروع؟
• ما هي المهام التي ستقوم بها بشكل يومي؟
• هل تتوافق هذه المهام مع ما تحب أن تفعله؟
• هل لديك المهارات والصفات الشخصية اللازمة للنجاح في هذا العمل؟

طرح هذه الأسئلة على نفسك مسبقا قبل بدء مشروع تجاري يفتح لك أفقا أوسع لوضع أهداف شخصية والتعرف على جوانب ترابط شخصيتك وشغفك بالمشروع، وهي أيضا بمثابة محفزات تدفعك للمضي في المشروع.

2. إلى أين تريد أن تأخذ عملك؟

ما هو سبب وجود عملك؟ أين تريديه أن يصل؟ كيف ترى تطوره المستقبلي؟ تعتبر هذه الأسئلة مهمة جدا ليس فقط قبل بدء مشروع تجاري بل طوال مسيرة المشروع، هذه الأسئلة هي التي تستخرج منها رؤية المشروع.

وجود رؤية واضحة لمستقبل عملك سواء على المدى القصير أو المتوسط ​​أو الطويل ذو أهمية كبيرة لبناء مسار ومستقبل لهذا العمل، رؤية المشروع تختلف عن الأهداف الشخصية وكذلك أهداف المشروع فهي الهدف النهائي الذي تريد الوصول إليه، هي الملهم الأول لأعضاء العمل في الاستمرارية كما أنها بمثابة بوصلة للشركة.

ومن خلالها يمكنك التعرف على الفرص والاستفادة منها، كما أن رؤية الشركة عنصر مهم لجذب الشركاء والمستثمرين وهي المعيار الذي يقيمون عليه الشركات.

لوضع أفضل رؤية عليك مناقشة فريقك في اجتماعات واستخرج أفكارهم وآراءهم لوضع رؤية أفضل، الرؤية الأفضل هي ليست تلك التي تركز على مصالح الشركة دائما بل مصالح المستهلك المستهدف أيضا.

3. ما الذي ستكون على استعداد لخسارته في هذا المشروع؟

يجب ألا يخفى عليك أن إنشاء شركة أو إقامة مشروع ينطوي على عنصر المخاطرة، المخاطرة متأصلة في ريادة الأعمال، ولكن لكي يكون هذا الخطر مقبولا يجب تحديده والسيطرة عليه.

لذا؛ قم بتقييم كل ما لديك وحدد ما الذي يمكن أن تخسره وتريد أن تخسره في المشروع ويمكن السيطرة على خسارته:

مدخراتك:

هذه الأموال المدخرة التي سوف تستثمرها في عملك، مثل أي استثمار يمكن أن يدر عليك استثمار المدخرات في عملك الكثير من المال، ولكن أيضا من الممكن أن تخسر كل هذه المدخرات وسيكون عليك قبول ذلك.

أصولك:

هل هي مشتركة مع زوجتك؟ ما الذي ترغب في توظيفه من تلك الأصول لتلبية احتياجات عملك؟  اتصل بمحامي لتعرف كيف تستفيد من الأصول المشتركة في إقامة عملك ولكي لا تقع في ورطة بعد خسارة المشروع.

توازن عائلتك:

تأكد قبل أن تبدأ أنك تحظى بدعم من أهل بيتك، قد لا يستحق بدء المشروع خسارتهم ولكن يمكنك مواجهة بعض الردود الرافضة بحكمة دون أن تخسر أصحابها،

حياتك:

هناك الكثير من أمورك الحياتية يجب أن تكون على استعداد لفقدانها في هذا المشروع مثلا دخلك الثابت وربما يحل محله دخل منخفض، كذلك أوقات الفراغ التي كنت تحظى بها والإجازات من الممكن أن تعاني بعض التوتر والتقلبات المزاجية، كل هذه مسؤوليات تنطوي على دخول ريادة الأعمال يجب تقبلها.

4. هل سيكون لديك عملاء؟

هل سيحظى منتجك باهتمام عملاء؟ وهذا هو الغرض من إجراء أبحاث السوق وهي من الخطوات الأساسية عند بدء أي مشروع تجاري أو صناعي أو أيا كان، ليست هناك طريقة للتعرف على عملائك أو ما إن كان أصلا لديك عملاء مستهدفون أفضل من تحليل السوق وإذا لم تكن قدمت بها فيمكنك العودة للتعرف على كيفية إجراءها من المقال التالي:

كيفية تحليل السوق للشركات الناشئة

فكرة عدم دراسة السوق تجعلنا نطرح أسئلة أخرى قبل بدء مشروع تجاري لأنه ليس هناك تحليل لنجاح فكرة المشروع في السوق، مثلا:

هل تقبل أن فكرتك قد لا تنجح كما تخليتها وقد لا تجذب العملاء كما تريدها؟ هل انت مستعد لتغيير أو إعادة طرح خططك إذا لزم الأمر وتكييفها لتجذب العملاء؟

ليس هناك خطأ في تغيير خطة العمل وتكييفها بما يتناسب مع تغيرات السوق وردود فعل العملاء، بل هذه التعديلات هي نوع من استغلال الفرص والتكيف مع اتجاهات السوق.

5. هل قيّمت جميع احتياجاتك للمشروع بعناية قبل بدء؟

هذا السؤال يعتبر أساسيا قبل الخوض في مشروع تجاري، حيث تتأكد من توافر العدة الضرورية التي ستحتاجها في المشروع، مثل الموارد المالية والموارد البشرية والمعرفة الفنية والأدوات والمعدات اللازمة، وليس فقط عدة المشروع بل الاحتياجات الشخصية تحتاج إلى تقييمها كذلك.

6. هل هناك طلب كبير على منتجاتك يمنحك إمكانية في النمو أكبر مستقبلا؟

كجزء من تحليل السوق يجب عليك تحليل إمكانات النمو لديك مع تطور عملك، قم بتحليل ما إذا كنت قادرا على توسيع نطاق خدماتك أو منتجك وكيفية تنمية قاعدة جمهورك لمزيد من العملاء، قوة الطلب هي العامل الأول الذي يحدد إمكانية النمو لذلك عليك تحليل قوة الطلب.

7. هل لديك رأس المال الكافي لتمويل تكاليف التشغيل؟ أم لديك مصادر تمويل؟

التقدم بطلب للحصول على القروض وتمويل المشروع أمر صعب الأفضل أن يكون لديك رأس مال خاص بك لكن إذا لم يكن لديك، ليس هناك خيار آخر أفضل من الاستعانة بمصادر تمويل المشاريع وتلك لديها كرة طويلة فعليك اختيار جهات التمويل الأفضل بناء على نموذج عملك، عموما تفاصيل أكثر حول تمويل المشاريع تجدها في قسم مصادر وجهات تمويل المشاريع.

8. هل لديك رأس مال كاف للمضي في المشروع مع انعدام الأرباح في السنوات الأولى؟

عدم الإجابة على هذا السؤال هو سبب كبير لفشل الشركة، لو لم تكن لديك ميزانية احتياطية لدعم المشروع أثناء فترة هبوطه على الأقل عليك التخطيط للمستقبل وفهم التدفق النقدي وتتبع النفقات والميزانية لتتمكن من اجتياز السنوات الأولى للمشروع دون خسائر كبيرة لأنها دائما أصعب فترة.

ختاما

هناك غيرها الكثير من الأسئلة التي ستخطر على بالك وتفتح عقلك لأبعاد أوسع في المشروع ستعرف تأثيراته السلبية والايجابية على حياتك الشخصية والعملية، قد يولد لك مثل هذه الأسئلة مخاوف وسيتدعي منك ذلك تجاهلها بشكل مستمر وهذا ليس أفضل خيار، بل الأفضل أن تواجه الحقيقة من خلال طرح المزيد من الأسئلة والسيناريوهات لتكون على جاهزية وخطط تواجه بها التحديات المرتبطة بالمشروع.