في 2024 لم يعد التفكير في مرحلة أن تبدأ مشروعك الخاص رفاهية بل أصبح ضرورة وبالأخص إن كنت موظفا مقيدا بروتين عمل يومي لا تطيقه كثيرا، وحتى لو كنت مرتاحا في عملك فما زال من الضروري جدا أن تدخل الخطوة الموالية من حياتك وهي تعدد مصادر الدخل لديك.
أكبر مشكلة تواجهنا عند التفكير في مشروع أو تعدد مصادر الدخل هي الفكرة! في هذا المقال سنحل هذه المشكلة سأدلك على أفضل الطرق لبدء مشروعك الخاص بأفضل فكرة في خطوات 3 رئيسية فقط، مع هذه الخطوات أو المراحل يمكنك أن تبدأ مشروعك الخاص مناسب لك بأقصى حدا ويمكنك أن تنمو وتتوسع فيه أكثر دون الحاجة لأن تكون لديك خبرة أو تجربة في البزنس.
كيف تجد فكرة مشروعك الخاص
أول وأهم شيء يجب أن تضعه في اعتبارك أن المشاريع الناجحة والمربحة ليست دائما هي تلك التي قامت عليها تجارب ناجحة لأشخاص معينين، بمعنى حاول ألا تستمع كثيرا إلى اقتراحات معارفك حول أفكار مشاريع لتدخلها بناءا على تجاربهم.
بل يجب عليك أن تفكر بعمق في الفرص المتاحة وتستكشف أفكارا جديدة بمرونة، حتى تتمكن من اتخاذ القرار الصائب بناءا على تحليلك الشخصي وتقييمك للظروف المحيطة بالمشروع المحتمل، لكن بدلا من القفز بين أفكار المشاريع المختلفة ما رأيك أن تبدأ مشروعك الخاص بفكرة ناجحة مناسبة لك قائمة على شخصيتك ومهاراتك.
ابدأ علامتك التجارية الشخصية Personal branding
بدلا من التحليل والبحث المكثف حول فكرة منتج أو علامة تجارية أو مشروع أو شركة اجعل مشروعك الخاص قائم عليك ابدأ علامتك الشخصية، عندما تبدأ العمل على علامتك الشخصية هذا سيكون أفضل وأقوى استثمار ممكن في ذاتك، أن تحول نفسك إلى براند ناجح ومؤثر علما بأن هذا سيحتاج جهدا ولكن يستحق.
طبعا أن تكون علامة شخصية هذا لا يعني أن تكون معروفا لآلاف الأشخاص أو مشهور، هذا هو الفرق الذي يميز العلامة الشخصية أنك ستكون فقط معروف لفئة عملائك المستهدفة بالضبط الفئة التي تعلم أنك تقدم حل معين لمشكلة معينة هم يواجهونها ويلجئون لك بحثا عن حل هذه المشكلة.
والآن لـ تبدأ مشروعك الخاص أي علامتك الشخصية وتنطلق فيها بقوة نحو النجاح الأمر بسيط، قائم فقط على ثلاث خطوات رئيسية بسيطة يمكن لأي شخص من أي مكان تنفيذها سواءا موظف أو طالب أو عاطل.
أولا: أعملها لك
أعملها لك بالعامية! أي أقوم بها لك، هذا هو المبدأ الأول أو يمكن أن تقول المرحلة الأولى في بدء مشروعك الخاص علامتك الشخصية.
في البداية لتبدأ براند شخصي يجب أن تسأل نفسك ماذا ستقدم ما الذي يميز كشخص والأشياء التي تتقنها والتي ستجعل العملاء يتوافدون إليك لتقدمها لهم، لا تقل أنه ليس هناك ما تتقنه، ابحث في نفسك في محيطك فيما ماذا يلجئ إليك أصدقائك وزملائك فيه لمساعدتهم.
بالسير على هذا النحو ستجد فعليا مهارتك الأشياء التي يمكنك أن تقوم بأفضل جودة وأقل جهدا، إذا هذه المهارة ستحولها لمنتج أو بالأحرى خدمة مدفوعة، هذه هي الفكرة من “أعملها لك” إذا أي مهارة شخصية أو تقنية تتقنها هي التي ستقيم عليها علامتك الشخصية.
لكن في بدايتك أنت ليس لديك عملاء سابقون أو قصص نجاح إذا أنت في مرحلة البناء، إذا في هذه المرحلة أفضل طريقة لبدء بناء قاعدة عملاء هي تكامل الخدمة التي تقدمها، بمعنى أن تكون نتيجة خدمتك توصل العميل للحل الفعلي الذي يريده أو النتيجة التي يريدها حتى تأخذ منه شهادة نجاح أو قص نجاح.
إذا هذه أول خطوة من استراتيجيات أن تحول نفسك إلى علامة تجارية وتبدأ مشروعك الخاص، والآن سننتقل للخطوة الثانية.
ثانيا: أعملها معاك
الآن هذه المرحلة الثانية، الفكرة هي أنك بدأت تتطور في المشروع أي أصبحت الخدمة أو الحل الذي تقدمه عليه طلب بعض الشيء، ولا يعني ذلك أن تكون لديك قاعدة عملاء لتدخل هذه المرحلة ولكن على الأقل بعقلية رائد أعمال ستتمكن من تخطي عقبة الحصول على العملاء التي تأهلك لدخول هذه المرحلة.
فكرة أن “أعملها معاك ” هنا لاتقدم الخدمة بتلك الكمالية كما هو سابقا من الألف إلى الياء بل عوضا عن ذلك تنجز الخدمة مع العميل أي تقوم بمعظمها وتعلمه كيف يقوم بالباقي، هنا تحدث تشاركية بينك وبين العميل وهو نوع من تقديم الخدمة المرتبط بجانب تعليمي يمكن أن تفرض منه رسوم إضافية على الجلسة التعليمية بجانب سعر الخدمة.
فرضا أنك مصمم جرافيك في هذه المرحلة تأخذ العميل معك في رحلة لإعداد التصميم الذي طلبه حيث ستقوم بإعداد التصميم معه خلال الجلسة التعليمية عبر الإنترنت لينجز هو بعض المهام البسيطة ويكتسب بعض المعرفة وتكسب أنت أجر الخدمة وأجر الجلسة.
ثالثا: أعلملك كيف تعملها:
وهي مرحلة بناء الدخل السلبي لن تعتمد هنا بشكل كامل على أجور الخدمات، بل ستأخذ علامتك التجارية الشخصية إلى بعد آخر لتجعلها مصدر علم في مجال عملك.
بعد أن بنيت سمعة قوية وحصلت على شهادات من عملائك وقصص نجاح، وهذا يؤهلك لتقديم المشورة والتدريب للآخرين “أعلملك كيف تعملها” هنا ستبدأ بتقديم دورات تدربيه متكاملة تتضمن دروسا متخصصة ومتقدمة في مجالك وتوفر موارد وأدوات للمشتركين لمساعدتهم على تطوير مهاراتهم.
بالإضافة إلى برامج استشارة مدفوعة ستغير فئتك المستهدفة بشكل كامل.
ستوسع فئتك المستهدفة أكثر لتشمل الشركات حيث تقدم لها خدمات استشارية مدفوعة وللأفراد أيضا الذين يبحثون عن الخبرة والتوجيه في مجالك، بالإضافة إلى ذلك يمكنك إنشاء موارد تعليمية إضافية لبناء دخل سلبي مثمر منها مثل تأليف كتب تعليمية ومقاطع تدريبية ومشاركتها على الانترنت .
خاتمة
هذه الخطوات أو المراحل الثلاثية هي كل الرحلة وطبعا كما رأيت هي قائمة مراحل تطور سريعة تبدأ بتقديم خدمات بسيطة للعملاء وتنتهي بعلامة تجارية شخصية ذات موارد تعليمية وتعتبر مصدرا في المجال، لكن هذه هي رحلة التطور ولا يجب أن تستهين بمواردك الحالية وتستصغرها.
حتى لو كنت طالبا جامعيا سنة ثانية يمكن أن تقدم الخدمات والاستشارات لطلاب السنة الأولى لا تحتاج أن تكون مايسترو في مجالك، ابدء من حيث أنت ومع بذل الجهد الممكن والعمل على بناء علامتك وتسويق اسمك سيكون الانتقال من مرحلة لمرحلة سريعا ولن يؤخذ الأمر سوى أشهر حتى تدخل المرحلة الثالثة.
الجميل في الإستراتيجية هي أنها يمكن أن تبدأها كـ مشروعك الخاص بأريحية من أي مكان لن تكلفلك استثمار ضخم وجهد كبير، يمكنك بدأها بجانب عملك أو دراستك ولن تخسر شيئا إذا جربت.