العمل من المنزل يحتاج منك أن تحافظ على إنتاجيتك في ظل الظروف والمشتتات المنزلية المحيطة خاصة مع عدم وجود رادع أو موجه لأنه في مثل هذه الأعمال عادة المرء مدير نفسه، وليكون فعليا المرء مدير نفسه يحتاج إلى أن يكون صارما معها أن يحافظ على إنتاجيته أثناء العمل وتنظيم وقته وعمله والانضباط المستمر
هذا كله يحتاج إلى بعض الأساليب البسيطة المساهمة في بناء العادات الصحية التي تساعدك على الإنتاجية في العمل من المنزل وفي هذا المقال سنتعرف على هذه الأساليب التي مع الالتزام بها ستلاحظ تحسن أدائك في العمل بشكل تدريجي.
1. الفصل ما بين العمل والمنزل
النصيحة الأولى والأهم هي أن تفصل بين المنزل والعمل، قد تكون غير منطقية لوهلة لأن عملك سيكون من المنزل فكيف تفصل بينهما؟ مهم جدا أن يكون لديك مكان في المنزل مخصص فقط للعمل مثلا مكتب سيكون ذلك أفضل أو على الأقل زاوية خصصها لنفسك عند العمل مكان محدد عندما تجلس فيه تبدأ العمل لتعود عقلك اللاواعي على هذه العادة.
تجنب دائما العمل العشوائي في أي مكان منزلك مثلا في السرير أو أمام التلفاز أو بين مجلس الأهل أو على طاولة الأكل، اترك زاوية منفصلة للعمل بعيدة عن التشويش لأنه إذا لم تقم بذلك أثناء العمل من المنزل سيكون لذلك تأثير على إنتاجيتك لأن العقل أصلا مبرمج على أن هذا المكان هو للنوم أو للاستمتاع وأنت الآن تستخدم للعمل والانتاج ، وقس على ذلك أي مكان آخر.
أضف إلى ذلك أن العمل في الأماكن العشوائية لا يعطيك نفس التركيز الذي ستحظى به عند العمل في مكان مخصص منفصل والتركيز مهم جدا في العمل من المنزل.
2. الانضباط على روتين حياة يومي
الروتين بقدر ما هو مزعج وممل بالنسبة للكثير هو مهم جدا في العمل من المنزل خاصة العمل الحر حيث تكون المدير ولا رقيب عليك، الروتين الذي أقصده هو الروتين الصحي أن تنام في أوقات محددة وتستيقظ في أوقات محددة، يكون استهلاكك للمواد محدودا جدا ووقتك مضبوط بشكل صارم.
مثلا تستيقظ وقت الفجر تبدأ بالإنجاز مثلا ترتيب السرير تحضير الفطور الخروج والتمشي لبعض الوقت أو ممارسة الجيم الصباحي من ثم الاستحمام وهكذا، تحدد روتين تداوم عليه بشكل يومي وتلتزم بأصغر التفاصيل فيه حتى لو كان تغيير الملابس في وقت معين، لأن التزامك بالروتين سينعكس على أدائك في العمل من المنزل وسيساعدك بشكل كبير في بدء يومك بنشاط.
3. تنظيم الوقت بذكاء
أكثر شيء يقتل الإرادة في العمل من المنزل هو عدم ترتيب الوقت هو العشوائية المفرطة في العمل المنزلي، مثلا اليوم تبدأ العمل من الساعة 10:00 صباحا إلى 2:00 ظهرا، وغدا من 5:00 مساءً إلى الثامنة، هذه العشوائية في أوقات العمل تقتل الإنتاجية والتحفيز على العمل من المنزل.
إذا الأفضل هو أن تحدد وقتا للعمل تلتزم به يوميا وطبعا هذا أفضل في تحسين روتينك مثلما يكون لديك وقت للغداء ووقت للعشاء يكون لديك وقت للعمل مهما كانت حالتك المزاجية عندما يحين هذا الوقت تبدأ العمل، عدى عن تلك العشوائية في العمل ستدخلك رحلة طويلة مع مصارعة نفسك في الالتزام والانضباط.
قد تفكر في توزيع أوقات عملك في حال لا يمكنك الالتزام بالعمل لوقت طويل، أن تعمل ساعتان في النهار مثلا 10:00 إلى 12:00 وساعتين في الليل من 8:00 إلى 10:00 مساءً والالتزام بهذا التوقيت.
4. ابتعد عن مقاطع الريلز والشورت
من المستحيل أن تحافظ على إنتاجيتك في ظل إدمانك التام لمقاطع الشورت التي تمنحك كم الدوبامين الأكثر من اللازم والذي فوق الطبيعي، فيصبح من الصعب عليك ممارسة عملك بنفس المود أو نفس الحماس فتحدث لخبطة في نظام المكافأة للدماغ بسبب ما يحصل، لأن المعروف هو أن مادة الدوبامين هي التي يفرزها الدماغ أثناء الإنتاجية.
بعيدا عن تأثيرها على الإنتاجية فهي تقتل صبرك وتضعف ذاكرتك ففي كل 30 ثانية أنت تحصل على معلومة جديدة أو تشاهد محتوى جديد وما زلت تطلب المزيد وتفقد إحساسك بالوقت، لذلك ستفقد الصبر في ممارسة عمل يحتاج جهد ذهني.
5. خذ فترات راحة قصيرة أثناء العمل
من الصعب أن تلتزم بالعمل لفترة طويلة بنفس الإنتاجية لذلك في العمل من المنزل هناك استراتيجية دائما ينصح بها الخبراء وهي أن تأخذ فترة راحة قصيرة كل ساعة من العمل 10 دقائق راحة، أو 5 دقائق كل نصف ساعة بشكل منتظم لتمنح عقلك وقتا لإعادة الشحن والعمل مرة أخرى بأداء أفضل.
خلال فترة الراحة هذه لا تشاهد مقاطع التيك توك أو تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي لا تقم بأي فعل يؤثر على أداء إنتاجيتك، بل عوضا عن ذلك يمكن أن تجري محادثة مع صديق أو شريك أو تداعب طفل أو تتمشى ولو لقليل مثلا إلى المحل المجاور لإحضار غرض، أو على الأقل يمكن شرب الماء أثناؤ هذه الفترة والعودة للعمل.
6. أغلق جميع المشتتات
من السهل جدا أن تسقط في فخاخ وسائل التواصل الاجتماعي أثناء العمل إذا لم تأخذ احتياطاتك، فقط نظرة خاطفة على رسالة تلقيتها في تويتر كافية بإغراقك في تصفح البرنامج وتجد أنك قد فقدت ساعة من وقت العمل.
لمنع مثل هذه الانحرافات عليك إغلاق جميع مصادر التشتيت قم بإغلاق هاتفك أو ضعه في وضع الصامت بعيدا عنك أو قم بتشغيل وضع التركيز لإغلاق وسائل التشتيت والتنبيهات، أثناء العمل حافظ على تركيزك مهما كلفك ذلك.
ختاما
تعامل مع الأمر بشكل بسيط الالتزام في العمل من المنزل سهل بل سهل جدا إذا لم تعقد الأمر على نفسك، فالالتزام بالعمل المنزلي لا يمنع أن تستمتع بوقتك وأن تقتل جميع وسائل المتعة ولا يجب أن تكون مثاليا 100% تستيقظ مبكرا من أول يوم في السنة إلى آخر يوم فيها، بل هي رحلة بناء عادات أساسها الاستمرار والاستمتاع بالاستمرار، مثلما ما تجعل لنفسك أوقات عامل صارمة اجعل لنفسك أوقات مرح صارمة.