ازدهر التعلم عن بعد خلال السنوات القليلة الماضية واصبح احد مصادر التعلم الرئيسية للافراد، وساهم هذا النجاح في تطوره كسوق تجاري حيث أن مشروع منصة تعليمية عن بُعد يمثل فرصة استثمارية ناجحة، في هذا المقال نتطرق لجميع الخطوات الأساسية لبدء منصة تعليمية إلكترونية ناجحة.
كيف تكسب من مشروع منصة تعليمية
المنصة التعليمية هي عبارة منصة إلكترونية تقدم محتوى تعليمي من مختلف المجالات للمستخدمين، المميز فيها أنه يمكنها أن توفر كم لانهائي من مصادر التعلم يمكن لأي مستخدم الاستفادة منها في أي ومن أي مكان.
ضف إلى ذلك من حيث التكلفة هي خيار مثالي خاصة عند مقارنتها بالتكاليف والمشاق المرتبطة بالتعلم التقليدي، هنا يمكن للفرد باشتراك شهري ورسوم محدودة القدر الوصول إلى محتوى ذو جودة عالية دون الحاجة إلى الالتزام بجداول زمنية صارمة.
في نفس الوقت يمكن ان تحقق المنصة ارباحا كبيرة من هذه الاشتراكات عند استقطاب عدد جيد من الطلاب، كلما زاد المستخدمين زادت الأرباح -علما بأن المنصة لن تتأثر بكمّ المستخدمين وليس هناك حد اقصى معين-، يمكن ان تحقق الربح باكثر من طريقة تتضمن بيع الموارد التعليمية مثل الدورات او الكتب الإلكترونية؛ وايضا جذب الرعاة والمعلنين.
كيف تبدء مشروع منصة تعليمية عن بعد
بداية مشروع منصة تعليمية يمثل تحديًا وفرصة في آن واحد، ففي نفس الوقت الذي يكون فيه المشروع مربحا هو يشهد منافسة قوية، حيث ستنافس منصات عملاقة لديها موارد تعليمية ضخمة وقاعدة عملاء عملاقة.
الأمر يتطلب للنجاح المرور بخطوات مدروسة لإقامة المنصة على اساس قابل للنجاح مستقبلا، وتاليا سنتعرف على هذه الخطوات خطوة:
دراسة جدوى المشروع
بداية لتعرف ما إذا كان لمنصتك فرصة في النجاح يجب ان تجري دراسة جدوى، ستقوم دراسة الجدوى بتقييم مشروعك من عدة جوانب، أولها الخطة التسويقية كيفية الاستهداف وخطة المحتوى والموارد التعليمية وميزانية المشروع.
لتقوم باجراء هذه دراسة جدوى لـ مشروع منصة تعليمية عليك تحليل فكرة المشروع اولا، من ثم تحليل ابحاث السوق لتحديد مدى حجمه ومدى قوة المنافسين والفئة والقدرة الشرائية لهم، واحتياجات السوق بشكل عام والفئة المستهدفة بشكل خاص.
الغرض من كل هذا التحليل هو تطوير إستراتيجية ذكية لدخول سوق التعليم عن بعد ومعرفة ما إذا كانت هناك فرص فيه، طبعا يتعين عليك تحسين استراتجيات العمل بشكل دوري حسب نتائج دارسة الجدوى.
تطوير موقع إلكتروني جذاب للمنصة
الموقع الإلكتروني هو من العناصر الأساسية في مشروع منصة تعليمية، وتقوم عليه المنصة في كل شيء ويتعين عليه أن يكون جذابا من حيث الشكل سريع التحميل سهل الاستخدام متوافق مع اجهزة الكمبيوتر والهواتف، يتيح جميع الأدوات والخصائص التي يحتاجها الطالب والمدرب ويوفر تجربة مستخدم محسّنة.
لديك عدة خيارات لـ انشاء موقع إلكتروني للمنصة، افضل خيار هو الاعتماد على شركة برمجيات او فريق متخصص لبناء الموقع من الصفر وتصميمه حسب الشكل الذي يلائم منصات التعليم، الأمر سيكون مكلف لكنه الخيار الافضل والانسب وحتما سيكون افضل باضعاف من الاعتماد على تركيب قالب او ما شبهه.
اضافة محتوى تعليمي للمنصة
قد يكون هناك تسائل حول كيفية العثور على موارد تعليمية للمنصة، وفي الوهلة الأولى قد تعتقد أن الأمر يتطلب منك انتاج محتوى تعليمي لتحميله على المنصة إلا أن الأمر يتعدى ذلك، النجاح في مشروع منصة تعليمية يتطلب منك توفير منصة غنية بالموارد التعليمية.
ولفعل ذلك ينبغى أن تتبنى الاسلوب المعتاد لمنصات التعليم عن بعد، هو باستهداف مدربين ومحاضرين ممن يمتلكون موارد تعليمية جاهزة “كتب/دورات” او يسعون في إنتاجها، واستقطابهم إلى منصتك لعرض محتواهم التعليمي للبيع.
يمكنك بهذه الطريقة الاستفادة من جماهرية المدربين في تسويق منصتك وأيضا تحقيق الربح عبر مبيعات محتوى المدربين، طبعا تتطلب منك هذه الاستراتيجية امتلاك منصة احترافية متكاملة لتتمكن من إقناع المدربين بعوائد الانضمام إليها، وتوفير بيئة تعاونية تعزز التبادل المعرفي وتحفزهم لتقديم مواردهم التعليمية.
عدى عن ذلك لا استبعد انتهاج الطريقة الأولى التي تعتمد على انتاج محتوى تعليمي لك وعرضه على منصتك للبيع خاصة إذا كنت خبيرا في مجال معين، لكن لا ننسى أنه لتحقيق نتائج من هذه الطريقة تحتاج لإجراء تسويق مكثف لمواردك التعليمية.
التسويق وجذب العملاء
الوصول للنجاح في مشروع منصة تعليمية يتطلب وضع خطة تسويقية، ستشمل الخطة تحديد إستراتيجيات لتسويق المنصة ومحتواها التعليمي، لكن اولا يتعين عليك تحديد الجمهور المستهدفة وتصنيفه حسب الخصائص وذلك لتحقيق جدوى من الحملات التسويق التي ستطلقها.
طبعا لا ننسى اهمية امتلاك علامة تجارية باسم وشعار وهوية بصرية في التسويق، ودور كل هذه العناصر في ترسيخ المنصة في ذاكرة الجمهور وتحديد مكانتها في سوق التعليم عن بعد، بعدها يمكنك الشروع في اطلاق حملات تسويقية مستهدفة.
يمكن الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي عبر بالتسويق لتحقيق أقصى قدر من التأثير، قد يشمل ذلك التسويق بالمحتوى الجاذب، وتقديم عروض ترويجية خاصة لفترة محدودة، والمشاركة في الفعاليات التعليمية على المنصات وايضا اطلاق حملات اعلانية ممولة.
بالامكان استهداف المزيد من قنوات التسويق لتعزيز الوصول للمنصة، مثلا يمكن الإعلان عبر محركات البحث SEM، يتيح هذا النهج استهداف كلمات مفتاحية محددة لضمان ظهور المنصة في نتائج البحث المرتبطة بالتعليم، وايضا تطوير خطة محتوى للموقع الإلكترونية لاستهداف حركة البحث العضوية.
خاتمة
في الختام يعتمد النجاح في مشروع منصة تعليمية بالقدر الاكبر على التسويق ولذلك من المهم تخصيص ميزانية معتبرة فقط للتسويق، طبعا من المهم ايضا مراعاة جوانب مثل جودة الموارد التعليمية على المنصة ودورها في بناء قاعدة عملاء.
كل هذه عوامل مساهمة في نجاح المنصة، ومع المرور بالخطوات اعلاه في انشاء منصة متكاملة وادارتها بفعالية ستضمن بشكل كبير تحقيق النجاح رغم المنافسة القوية.