بالنسبة لأغلب المستثمرين الاستثمار هو فقط تحويل الأموال إلى أصول وتنميتها على مدى طويل الأجل، ثقافة الاستثمار قصير الأجل ليست شائعة جدا وأحيانا ليست مرغوبة ولكن هل الاستثمار قصير الأجل له عوائد مجزية وهل هو خيار جيد لتنمية النقود أم يستحسن إدخارها.
في هذه المقالة، ندعوك لاكتشاف كيفية تكييف استثماراتك وفقا لحالة ثروتك ومشاريعك وأهدافك المالية، ومتى يكون الاستثمار قصير الأجل مجز وكيف يمكنك تحقيق نتائج منه.
الاستثمار قصير الأجل، متوسط الأجل، طويل الأجل: ما الفرق؟
عندما نتحدث عن الاستثمار غالبا سنذكر الفهوم الأهم “أفق الاستثمار” المدة الزمنية له، طوال مقالتنا عن الاستثمار// ذكرنا أنه من المهم تقدير مدة الاستثمار الموعد النهائي لإنهاء الصفقة لأن هذه الخطوة هي ما ستبني عليها خطتك الاستثمارية.
والمدة الزمنية هي ماستحدد نوعية استثمارك هل هو طويل الأجل قصير الأجل أم متوسط ؟ لتحدد المدة إسئل نفسك متى ستنفق هذه أموال الاستثمار؟ هل تحتاجها هذا العام فتحتاج استراتيجية استثمار قصير الأجل إذا كان خلال الخمس أعوام القادمة فيمكن تسميته هنا بالاستثمار متوسط الأجل إذا كان أكثر من ذلك فهذا هو الاستثمار طويل الأجل.
لكل نوع استثمار معين استراتيجية مختلفة.
الاستثمار قصير الأجل جدا
لا ينبغي استثمار المبالغ التي تريد إنفاقها خلال الأشهر القادمة أقصر مدة في الاستثمار قصير الأجل هي سنة واحدة وما دونها هو استثمار منخفض المدة جدا، إذا في هذه الحالة عليك الاستثمار في حساب التوفير الاستثماري دون اعتماد أي أصل آخر، نعرف جميعا مخاطر الاستثمار قصير في الأصول المتلقبة وإذا كان قصير الأجل يصعب أن تنجو من هذه التقلبات.
المدة الأفضل للاستثمار قصير الأجل هي تتراوح بين سنة إلى سنتين وهذه المدة هي التي يمكن تحقيق أهم هدفين في الاستثمار قصير الأجل وهما:
حماية رأس المال المستثمر قدر الإمكان
تقديم أعلى عائد ممكن
مع العلم أنه كلما كان الاستثمار أكثر أمانا، كلما كان عائده أقل، وكلما زاد تقلبا ومخاطرة زادت أرباحه وترتفع خطورة كلا الاستثمارين كلما انخفضت مدة الاستثمار.
أفضل استثمار للادخار الاحترازي “الوقائي“
الادخار الاحترازي هو نوع من الادخار الذي يتم توظيفه للتعامل مع المواقف الطارئة أو الصعبة، وليس له أفق زمني محدد يعتمد على حدوث حدث محتمل في المستقبل، والذي قد يحدث في أي وقت وقد لايحدث، وبالتالي حفظ مبالغ هذا الادخار لاتحتاج استثمار طويل الأجل دون استثمار قصير الأجل ولا أصول آمنة بعوائد منخفضة دون أصول ذات مخاطرة بعوائد مرتفعة.
بدلا من ذلك انظر إلى الأمر من زاوية مختلفة بعيدة عن العاطقة، لما تريد استثمار مدخراتك الاحترازية؟ اعتماد على الإجابة ستحدد ببساطة استراتيجية الاستثمار المناسبة لرؤيتك.
ولأقرب إليك الصورة إليك بعض الدوافع والأهداف لاستثمار الادخار الاحترازي:
- تنمية المدخرات
- الاستعداد للتقاعد
- التجهز لمستقبل مثل زواج سفرية…
- التحوط للكوارث المالية
كيف تستثمر مدخراتك في الاستثمار قصير الأجل
من المستحيل أن نتناول مسألة الاستثمار قصير الأجل دون الحديث عن الادخار، ومع ذلك يجب أن نفصل بينه وبين استثماراتنا فالادخار لا يجب أن يكون مقيدا بأجل قصير بل إن أفقه غير محدود مالم تتم الحاجة له ومع ذلك هو جزء مهم من الاستثمار سواءا قصير أو طويل الأجل.
بعض المواقع توصي بالاحتفاظ بمبلغ يعادل راتب 6 أشهر في استثمارات منخفضة المخاطر، لكن يجب مراعاة عادات الإنفاق الشخصية فما هو المبلغ الذي يجب عليك عليك إدخاره شهريا وضخه في تلك الاستثمارات.
في رواد بيزنس نوصي بتوزيع مدخراتك على فئتين:
يجب الاحتفاظ بالجزء الأول، الذي يحتوي على مبلغ 4000 دولار على سبيل المثال فقط (أكثر أو أقل حسب مستوى معيشتك) في استثمار يضمن الحفاظ على مدخراتك مع معدل نمو مثل حسابات التوفير هذه الاستثمارات مربحة للغاية مع نسبة فائدة مرتفعة تختلف من بنك لآخر.
بعد ال 4000 دولار، كيف يمكنك استثمار الجزء الآخر من مدخراتك وضمان تحقيق أكبر عائد منه؟ قد يفكر البعض في الاستثمار في سوق الأوراق المالية “البورصة” بسبب السيولة القوية التي يوفرها، ولكن الاستثمار الكثيف في هذه الأسهم يعتبر محفوفا بالمخاطر، مع تقلبات هذا السوق يصعب الاستفادة منه في الاستثمار قصير الأجل لكن مع بعض التحوط يمكن أن تحقق نتائج جيدة.
بالنسبة للاستثمارات الشائعة مثل سوق الأسهم و السندات وغيرها من الاستثمارات المعروفة بربحيتها الأفضل هو تجنب لتجنب التعرض لمخاطر فقدان جزء كبير من مدخراتك في الوقت الذي تحتاجها فيه بشدة.
ومن ناحية أخرى، ليس من المستحسن ترك مدخراتك في حساب التوفير لمدة 10 سنوات، مع خطر فقدان فرص تنميته، وربما يكون الحل هو اختيار استثمار مخصص وإن كان مربحا على المدى الطويل يضمن لك الجزء الثاني من مدخراتك على المدى القصير مع عوائد مجزية.
الاستثمارات طويلة الأمد ليست بالضرورة دائما متقلبة على المدى القصير والاستثمار في العقارات أبسط مثال على ذلك، ولايعني ذلك امتلاك عقار بل يمكن الاستثمار فيه عبر محافظ الكترونية مثل صناديق الريت العقارية.
كذلك أيضا من الخيارات الأفضل في الاستثمار قصير الأجل هو صناديق السوق النقدية إذ تقدم عائدات متواضعة وهي مستقرة ايضا وتوفر سيولة فورية.
ختاما
وتلخيصا لما سبق: الهدف الأول والأهم من الاستثمار قصير الأجل هو الحفاظ على رأس المال وتحقيق عائد مالي ملموسة عليه خلال هذه الفترة القصيرة، فإن الاستثمارات القائمة على الادخار هي أفضل الاستثمارات التي تحقق لك هذا الهدف، وما دونها هي استثمارات ذات مخاطرة وعوائدها الملموسة لاتظهر إلا بعد فترة زمنية أو على الأقل أغلبها وهذا لايتماشى مع أهداف الاستثمار قصير الأجل، إذا تقسم مدخراتك إلى قسمين قسم تستثمره في الاستثمارات المضمونة وإن كانت توفى عوائد رمزية وقسم على الاستثمارات المربحة مع مراعاة استقرار تقلباتها.